المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف سياسة

مصر تحتاج نظام حكم بدون زعيم

وسط حالة ضبابية تمر بها مصر الأن، حالة من عدم وضوح الرؤية وعدم وجود أي خطط لتشكيل مستقبل مصر الجديد بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، أتت ذكرى جمال عبد الناصر لتوضح مدى احتياج المصريين لرؤية -أي رؤية- للمستقبل. مع الأسف غرق المصريون في الجدال المعتاد: جمال عبد الناصر كان عظيما. لا! جمال عبد الناصر كان كارثة. حتى من يتصدر المشهد السياسي الأن انخرط في هذا الجدل، توافد كل من يطمح في الجلوس على "العرش" المصري لإحياء ذكرى "الزعيم". حمدين صباحي، عبد الفتاح السيسي، وحتى رموز شبابية. كلهم لا يملكون خطة واضحة للمستقبل، وكلهم يرغب في ربط اسمه بإسم عبد الناصر. مشكلة مصر منذ فترة طويلة غياب التفكير النقدي المحترم. كلنا نريد تجسيد طريقنا للمستقبل في "زعيم" جديد، أو نريد الانتقام من الطرف السياسي الأخر عبر تشويه "زعيمه". لا نقرأ تريخنا ولا تاريخ الأمم الأخرى، لا ندرس أسباب مشاكلنا ولا الطرق السليمة لحلها، فقط نبحث عن "الزعيم" الذي يملك الحل. نحن هنا لا نختلف عن الإخوان في شيئ، لهم "مرشدهم" ولنا "زعيم".

دستور ٥٤

دستور الجمهورية المصرية لسنة ۱٩٥٤ الباب الأول الدولة المصرية ونظام الحكم فيها مادة 1: مصر دولة موحدة ذات سيادة، وهى حرة مستقلة، وحكومتها جمهورية نيابية برلمانية. الباب الثاني الحقوق والواجبات العامة مادة 2: الجنسية المصرية يحددها القانون، ولا يجوز بحال إسقاطها عن مصري، وكذلك لا يجوز الإذن بتغييرها ممن اكتسبها إلا في حدود القانون. مادة 3: المصريون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الآراء السياسية أو الاجتماعية. مادة 4: تكفل الدولة الحرية والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين. مادة 5: الانتخاب حق للمصريين البالغين إحدى وعشرين سنة على الوجه المبين بالقانون، وتمارس النساء هذا الحق وفقاً للشروط التي يضعها القانون. مادة 6: التجنيد واجب عام إجباري ينظمه القانون. مادة 7: إبعاد أي مصري عن الديار المصرية أو منعه من العودة إليها محظور، ومحظور كذلك منعه من مغادرتها إلا في أحوال الضرورة التي بينها القانون. مادة 8: لا يجوز أن يلزم مصري الإقامة في مكان معين إلا بحكم من ...

مجتمع حر من أجل بقائه

كان النظام المصري -خلال اول ايام الثورة وبعد سقوط مبارك- سريعًا في تحريكه لاتباعه من جيوب الظلام التي طالما هدد بتحريكها في حال الخطر على استمراره، وبمساعدة الاعلام المملوك لطبقة رجال الاعمال وللدولة نفسها، نجحت جيوب الظلام في توصيل رسالة خطيرة قسمت المجتمع المصري، رسالة مفادها ان الجيل الشاب الذي خرج وتجرأ على ولي الأمر -مبارك- لم يكن يطلب الحرية السياسية، بل الحرية بمفهومها العربي الضيق وهي حرية شرب الخمر والحرية الجنسية، وقد نجح هذا الاسلوب في تكبيل الثورة لبعض الوقت وتقسيم المجتمع لألف جزء ونشر الكراهية بين تلك الاجزاء، كراهية للجيل المتحرر وكراهية للمسيحيين وكراهية للمرأة، وانقسم المجتمع لمشجعي كرة يتظاهرون ضد الشرطة لاعتدائها على مشجعين مثلهم، وفي ظرف مختلف تماما تظاهر سائقي الميكروباص بسبب اعتداء الشرطة على سائق مثلهم، واحتجاج الصحفيين بسبب تعذيب الشرطة لصحفي، وثورة نقابة المحامين بسبب اعتداء الشرطة على محامي، فعليا تم تفتيت الشعب المصري لألاف الفئات الصغيرة التي اما تحارب بعضها، او تحارب الظلم وحدها، وتم ذلك فقط لمصلحة رجال الاعمال وأعوانهم الفاسدين داخل النظام ومن ورائهم نظم ...

أزمة السياسة والأحزاب في مصر

خلال العامين التاليين لثورة يناير تكشف واقع محبط لكل الشباب: لم يتغير شيئ! مازالت السياسة في مصر كالمعتاد: مصر دولة الحزب الواحد. طبعا اصبح تأسيس الأحزاب في مصر أسهل، لكنها -حتى الأن على الأقل- لا تعني شيئا.  باستثناء حزب الحرية والعدالة الذي يحكم بمنطق الحزب الوطني الان، معظم الأحزاب في مصر اما تتبع رجال الأعمال اليتامى بعد حرق وحل الحزب الوطني، وهي في هذه الحالة مكتب يمثل مصالح مؤسسيه ويسعى لضمان مصالحهم الاقتصادية بالتعاون مع الفاسدين في الحكومة وبالالتفاف على القانون، او احزاب لكل رجل يظن انه يصلح لمنصب الرئيس اما لوسامته او خطبه الرنانة على طراز خطب عبد الناصر، ولدينا منها الكثير وهي خطر حقيقي على المستقبل لانها مدخل محتمل لدكتاتور جديد، واما في الحالة الأخيرة محاولة حقيقيه من الشباب لاستغلال المناخ الجديد بعد الثورة ولتغيير واقع السياسة في مصر كما في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي او حزب الدستور. ولكنها محاولة فاشلة حتى الان.

المراحل الخمسة للثورة المصرية

ترجمة للمقال: The Five Stages of Egypt's Revolution    للكاتب:  Charles Holmes سألني صديق حكيم في واشنطن منذ بضعة سنوات عن مصر، أراد أن أصف له مصر في ٣٠ ثانية أو أقل، قال: "هذه دولة تعاني من نقص الانتباه، فبماذا تصفها؟". فلخصت وشرحت له الاطراف ال"ج" الـثلاثة في مصر: الجيش، الجامع والجماهير. بالرغم من الثورة الشعبية التي قامت ضد نظام حسني مبارك العام الماضي، ظلت المنافسة السياسية الحقيقية في مصر بين جنرلات الجيش والاخوان المسلمين. كلاهما يريد السيطرة على الجماهير -- ٨٥ مليون مصري. الانتخابات الاخيرة اظهرت الاطراف "ج" الثلاثة: رغم اثارتها لاكتئاب الكثير من النشطاء والاصلاحين، وضعت تراكمات ١٨ شهرًا من الاحتجاجات الصاخبة مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في جولة الاعادة مع احمد شفيق، العسكري المتقاعد وأخر رئيس وزراء لمبارك. بغض النظر عن فوز مرشح الاخوان او مرشح الجيش، على الثوار وأنصارهم حول العالم أخذ بعض السيناريوهات المهمة والمحتملة في اعتبارهم، يمكنهم الاستعانه بنسخه من كتاب "تشريح الثورة The Anatomy of Revolution " للكاتب كراين برينتون Crane...

الرئيس الملك

شيئ محزن جدا الا نجد بعد اول علامة على نبض حي في الشعب المصري منذ سنة ونصف، وبعد كل ما ثبت من شجاعة واقدام المصريين على الدفاع عن حقوقهم في اكثر من موقعة متتالية، الا نجد مرشح واحد في انتخابات الرئاسة يستحق حتى التوقف والتفكير في ما يقول. لانه ببساطة مازالت فكرة الرئيس الاب او الرئيس الملك هي المسيطرة على عقلية معظم المصريين والاخطر على عقلية معظم الساسه. كل المرشحين بلا استثناء قدموا برامج ووعود تمثل كل ما يحلم به المصريون، وعود عريضة بأنهم حينما يصلون للمنصب سيرفعوا المستوى المعيشي للمواطن ويقضوا على البطالة والبلطجة ويعيدوا الشرطة للشارع. ويتناسوا جميعهم انهم اذا فازوا فعلا الان لن يستطيعوا فعل شيئ لان الرئيس المصري الان لا صلاحيات له، كيف تعد باصلاح الشرطة ان لم تكن مسئولا عن اختيار وزير الداخلية مثلا، وهو الاتجاه السائد الان اذا كان النظام برلماني او حتى مختلط.. هل الحل لتخاذل افراد الشرطة المتعمد هو زيارتهم في جولات وتشجيعهم؟ ومن تجرأ وقال سنعيد هيكلة جهاز الشرطة، كيف سيعيد هيكلتها وهو غير مسئول عنها؟ واذا كان مسئول عن تغيير قوانينها او هيكلتها فكيف؟ هل جملة اعادة هيكلة جهاز ا...

يوم انقسم المصريون: نعم ولا!!

المشكلة بدأت منذ باع حاكم مصر منصبه، وتخلى حكام مصر المتتابعين عن خدمة مصالح مصر والمصريين لصالح خدمة القوى والدولة المسيطرة، مشكلة ليست جديدة، وتكررت على مدار قرون عديدة، الاختلاف الوحيد دائما كان في القوة المستفيدة، من العثمانيون مروراً بالانجليز والأن الانبطاح المدمر للشرق كله لأمريكا. باع حكام مصر بلدهم بناءً على وعد باستمرار سلطتهم، ورغبة سادية في التحكم بمصائر الناس وثروات البلد بدون رقيب، وخوف من أن تزيلهم القوة العالمية من الحكم. بناءً على هذا الخوف تحكمت القوى العظمى بالحاكم وبالتالي بمصر. لتسهيل مهمة الحاكم خلال كل هذه المراحل استخدم الحاكم نفس السلاح للتحكم بالشعب، نفس السلاح الذي تحكم به الغرب بالحاكم، سلاح الخوف، وهو للأسف نفس السلاح المستخدم في إدارة مصر حتى هذا اليوم. الخوف من الفتنة والفوضى، الخوف من المجاعة، الخوف من إفلاس خزائن الدولة وإفلاس مصر. لكن الثورة العربية الأخيرة لم تكن ثورة لتغيير الحاكم. قد تكون دوافعها الأولى تغيير الحاكم لكن أظن أن الدافع الحقيقي هو تغيير ما يمثله الحاكم، تغيير وظيفة الحاكم ودوره وتوزيع سلطته لنخرج من شخصنة الحاكم وندخل عصر مؤسسات الحكم...

2 فبراير: موقعة الجمل

صورة
كنت في الطريق للتحرير يوم الأربعاء صباحًا، وجدت تحرك كثيف لـ -حتى ذلك الوقت- متظاهرين مؤيدين لمبارك، ملامح وجوههم وطريقة تجمعهم أرعبتني، أسرعت مشيا إلى ميدان التحرير، كانوا يأتون في عربات نصف نقل وربع نقل، عربة سوزوكي بيضاء، ثم عربة ربع نقل زرقاء مكتوب عليها "محافظة حلوان"، حين وصلت الميدان كانوا مئات بينهم يهتفون باسم مبارك داخل الميدان وسط المعتصمين ويحاولون إقناعهم أن مبارك "أب لنا"، الناس غاضبة والجيش لا يفعل شيئاً، ثم فجأة أتت مظاهرة كبيرة من ميدان عبد المنعم رياض بقيادة أشرف زكي نقيب الممثلين تهتف باسم مبارك وتدخل ميدان التحرير، ومظاهرة أخرى قادمة من ميدان مصطفى محمود بقيادة حسام حسن وإبراهيم حسن تهتف باسم مبارك، انسحب من الميدان العناصر التي كانت تناقشنا وراء المظاهرة المؤيدة لمبارك، ثم بدأ قصف الحجارة. أسرع كل الشباب بالميدان إلى الأمام لحماية كبار السن والسيدات المتراجعين لوسط الميدان، الكثير من الإصابات. بالرأس كلها. الاضطراب حل في كل الميدان، الناس تنزع الأسوار حول الميدان ويسحبوها إلى الخطوط الأمامية كدروع، والخطوط الأمامية تتلقى الحجارة ويقع مصابون،...

1 فبراير: مليونية

صورة
اليوم أول مظاهرة مليونية بعد جمعة الغضب، ذهبت إلى الميدان ودخلت من ناحية كوبري قصر النيل، التزاحم شديد ولكن يبدو أن التزاحم الأكبر بداخل الميدان، الساعة العاشرة صباحًا ويبدو أننا اقتربنا جدًا من المليون إن لم يكن أكثر، وطبعا مازالت الهليكوبتر –ككل يوم الآن- تحوم فوق الميدان كل خمس دقائق لتصوير المشهد. نظم شباب 6 أبريل مع الجيش نقط تفتيش في كل مداخل الميدان، النظام في الدخول إجباري، يجب إظهار البطاقة لأكثر من شخص والتفتيش واجب، شعرت بالأمان أكثر لأن كل هذه الأعداد قد تجذب مختل عقليًا من مختلى النظام البائد. بعد الدخول رأيت الميدان منظم اليوم أكثر، المطالب مكتوبة بشكل واضح وخط كبير ومعلقة على أكثر من ركن من أركان الميدان –بسبب خروج الكثير من أعوان النظام الفائت ليتكلموا باسم ثورة لم يدعوا إليها ولم يشاركوا فيها- وهناك حشد حول مكبرات صوت في ثلاث أركان من الميدان: عند مدخل طلعت حرب، وبالقرب من الجامعة الأمريكية، وعند دوران الميدان أمام دار القضاء العالي. قابلت أكثر من صديق ويبدو أن مصر كلها هنا اليوم لتشارك في تثبيت أرجل الثورة في مواجهة إعلام حكومي خائب ونظام مازال لا يفهم. لكن ...

31 يناير: الميدان وشوارع القاهرة

التضامن أكبر اليوم، العدد صباحًا أكثر من العدد في نفس التوقيت باليوم الفائت، وناس أكثر تشتري الطعام لتوزيعه مجانًا، الوزارة الجديدة أعلنت اليوم وأسماء الوزراء عرفها من بالميدان، وعرف تصريح سرور عن قبول الطعون الانتخابية وأحكام القضاء ضد المطعون عليهم –وهم أكثر من 95% من أعضاء البرلمان-، سرور الذي كان قد أعلن بعد نتائج الانتخابات مباشرة أن المجلس "سيد قراره"، الهتاف يعلوا: "قولوا له لأاا، فاضل له زقه". مازالت الهليكوبتر تطير فوق الميدان كل خمسة دقائق لتصور الحشود التي تزداد. ظهر هتاف جديد لشعور الناس بخطورة حاكم عسكري جديد لمصر: "شعبية، شعبية" وصفًا للثورة. الآن الساعة الرابعة، مر ساعة على بداية الميعاد الجديد لحظر التجوال. دعوة لمظاهرة مليونية صباح اليوم التالي، قررت العودة لمنزلي لاستعد لليوم التاريخي، بعد يومين في الميدان أحتاج لاستراحة قصيرة. في الطرق الرئيسية انتشرت نقاط التفتيش التابعة للجيش كالعادة، ولكن الغريب أن نقاط التفتيش التابعة للأهالي خرجت من الشوارع الجانبية إلى الشوارع الرئيسية، وأصبحت كثيفة جدًا لدرجة تصيب بالملل، في مسافة أقل من خم...

30 يناير: ميدان التحرير

نهارًا كان بالميدان أكثر من مئة ألف مصري، وسط حراسة الجيش ملتزم الحياد حتى الآن، ظهرت اليوم بعد اتضاح الرؤية طوائف جديدة لم تشاركنا في مواجهة قنابل الغاز يوم الجمعة، ولكن لا يهم، فهي ثورة لكل المصريين. كان لكل طائفة سياسية لمصر ركن في الميدان، وكان كمال خليل –تاريخ الاحتجاج في مصر- يلهب مشاعر اليساريين وحتى مصريين بدون انتماء سياسي طافوا معه الميدان مرددين: "يا عزيز يا عزيز، كبة تاخد الرئيس"، ليعبر بجانب مظاهرة أخرى تردد "الشعب يريد إسقاط النظام"، ثم أفاق من نومه في الحديقة وسط الميدان ضابط الطيران المشهور بعد نشر صورته في صدر صفحة المصري اليوم. وما أن نزل الميدان حتى تجمع كل من في الميدان حوله ورفعوه في مظاهرة جمعت الميدان مرة أخرى. في ظل كل هذا كانت الطائرة الهليكوبتر تحوم فوق الميدان مرة كل خمس دقائق لتصور ما يحدث لتعرضه لمن يراقب، وبعض الشباب يثبتون مكبرات الصوت للمتحدثين الضيوف بركن من الميدان –ركن كنتاكي- ومكبرات صوت لضيوف آخرين بركن آخر. كان مكبر الصوت مفيد بالطبع ولكن كانت له بعض الأضرار، فأن يأتي شخص عميل للداخلية وللعادلي -في رأيي- كمحمد سليم العوا ...