المشاركات

عرض المشاركات من 2012

مجتمع حر من أجل بقائه

كان النظام المصري -خلال اول ايام الثورة وبعد سقوط مبارك- سريعًا في تحريكه لاتباعه من جيوب الظلام التي طالما هدد بتحريكها في حال الخطر على استمراره، وبمساعدة الاعلام المملوك لطبقة رجال الاعمال وللدولة نفسها، نجحت جيوب الظلام في توصيل رسالة خطيرة قسمت المجتمع المصري، رسالة مفادها ان الجيل الشاب الذي خرج وتجرأ على ولي الأمر -مبارك- لم يكن يطلب الحرية السياسية، بل الحرية بمفهومها العربي الضيق وهي حرية شرب الخمر والحرية الجنسية، وقد نجح هذا الاسلوب في تكبيل الثورة لبعض الوقت وتقسيم المجتمع لألف جزء ونشر الكراهية بين تلك الاجزاء، كراهية للجيل المتحرر وكراهية للمسيحيين وكراهية للمرأة، وانقسم المجتمع لمشجعي كرة يتظاهرون ضد الشرطة لاعتدائها على مشجعين مثلهم، وفي ظرف مختلف تماما تظاهر سائقي الميكروباص بسبب اعتداء الشرطة على سائق مثلهم، واحتجاج الصحفيين بسبب تعذيب الشرطة لصحفي، وثورة نقابة المحامين بسبب اعتداء الشرطة على محامي، فعليا تم تفتيت الشعب المصري لألاف الفئات الصغيرة التي اما تحارب بعضها، او تحارب الظلم وحدها، وتم ذلك فقط لمصلحة رجال الاعمال وأعوانهم الفاسدين داخل النظام ومن ورائهم نظم

أزمة السياسة والأحزاب في مصر

خلال العامين التاليين لثورة يناير تكشف واقع محبط لكل الشباب: لم يتغير شيئ! مازالت السياسة في مصر كالمعتاد: مصر دولة الحزب الواحد. طبعا اصبح تأسيس الأحزاب في مصر أسهل، لكنها -حتى الأن على الأقل- لا تعني شيئا.  باستثناء حزب الحرية والعدالة الذي يحكم بمنطق الحزب الوطني الان، معظم الأحزاب في مصر اما تتبع رجال الأعمال اليتامى بعد حرق وحل الحزب الوطني، وهي في هذه الحالة مكتب يمثل مصالح مؤسسيه ويسعى لضمان مصالحهم الاقتصادية بالتعاون مع الفاسدين في الحكومة وبالالتفاف على القانون، او احزاب لكل رجل يظن انه يصلح لمنصب الرئيس اما لوسامته او خطبه الرنانة على طراز خطب عبد الناصر، ولدينا منها الكثير وهي خطر حقيقي على المستقبل لانها مدخل محتمل لدكتاتور جديد، واما في الحالة الأخيرة محاولة حقيقيه من الشباب لاستغلال المناخ الجديد بعد الثورة ولتغيير واقع السياسة في مصر كما في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي او حزب الدستور. ولكنها محاولة فاشلة حتى الان.

المراحل الخمسة للثورة المصرية

ترجمة للمقال: The Five Stages of Egypt's Revolution    للكاتب:  Charles Holmes سألني صديق حكيم في واشنطن منذ بضعة سنوات عن مصر، أراد أن أصف له مصر في ٣٠ ثانية أو أقل، قال: "هذه دولة تعاني من نقص الانتباه، فبماذا تصفها؟". فلخصت وشرحت له الاطراف ال"ج" الـثلاثة في مصر: الجيش، الجامع والجماهير. بالرغم من الثورة الشعبية التي قامت ضد نظام حسني مبارك العام الماضي، ظلت المنافسة السياسية الحقيقية في مصر بين جنرلات الجيش والاخوان المسلمين. كلاهما يريد السيطرة على الجماهير -- ٨٥ مليون مصري. الانتخابات الاخيرة اظهرت الاطراف "ج" الثلاثة: رغم اثارتها لاكتئاب الكثير من النشطاء والاصلاحين، وضعت تراكمات ١٨ شهرًا من الاحتجاجات الصاخبة مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في جولة الاعادة مع احمد شفيق، العسكري المتقاعد وأخر رئيس وزراء لمبارك. بغض النظر عن فوز مرشح الاخوان او مرشح الجيش، على الثوار وأنصارهم حول العالم أخذ بعض السيناريوهات المهمة والمحتملة في اعتبارهم، يمكنهم الاستعانه بنسخه من كتاب "تشريح الثورة The Anatomy of Revolution " للكاتب كراين برينتون Crane

الرئيس الملك

شيئ محزن جدا الا نجد بعد اول علامة على نبض حي في الشعب المصري منذ سنة ونصف، وبعد كل ما ثبت من شجاعة واقدام المصريين على الدفاع عن حقوقهم في اكثر من موقعة متتالية، الا نجد مرشح واحد في انتخابات الرئاسة يستحق حتى التوقف والتفكير في ما يقول. لانه ببساطة مازالت فكرة الرئيس الاب او الرئيس الملك هي المسيطرة على عقلية معظم المصريين والاخطر على عقلية معظم الساسه. كل المرشحين بلا استثناء قدموا برامج ووعود تمثل كل ما يحلم به المصريون، وعود عريضة بأنهم حينما يصلون للمنصب سيرفعوا المستوى المعيشي للمواطن ويقضوا على البطالة والبلطجة ويعيدوا الشرطة للشارع. ويتناسوا جميعهم انهم اذا فازوا فعلا الان لن يستطيعوا فعل شيئ لان الرئيس المصري الان لا صلاحيات له، كيف تعد باصلاح الشرطة ان لم تكن مسئولا عن اختيار وزير الداخلية مثلا، وهو الاتجاه السائد الان اذا كان النظام برلماني او حتى مختلط.. هل الحل لتخاذل افراد الشرطة المتعمد هو زيارتهم في جولات وتشجيعهم؟ ومن تجرأ وقال سنعيد هيكلة جهاز الشرطة، كيف سيعيد هيكلتها وهو غير مسئول عنها؟ واذا كان مسئول عن تغيير قوانينها او هيكلتها فكيف؟ هل جملة اعادة هيكلة جهاز ا