المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١١

2 فبراير: موقعة الجمل

صورة
كنت في الطريق للتحرير يوم الأربعاء صباحًا، وجدت تحرك كثيف لـ -حتى ذلك الوقت- متظاهرين مؤيدين لمبارك، ملامح وجوههم وطريقة تجمعهم أرعبتني، أسرعت مشيا إلى ميدان التحرير، كانوا يأتون في عربات نصف نقل وربع نقل، عربة سوزوكي بيضاء، ثم عربة ربع نقل زرقاء مكتوب عليها "محافظة حلوان"، حين وصلت الميدان كانوا مئات بينهم يهتفون باسم مبارك داخل الميدان وسط المعتصمين ويحاولون إقناعهم أن مبارك "أب لنا"، الناس غاضبة والجيش لا يفعل شيئاً، ثم فجأة أتت مظاهرة كبيرة من ميدان عبد المنعم رياض بقيادة أشرف زكي نقيب الممثلين تهتف باسم مبارك وتدخل ميدان التحرير، ومظاهرة أخرى قادمة من ميدان مصطفى محمود بقيادة حسام حسن وإبراهيم حسن تهتف باسم مبارك، انسحب من الميدان العناصر التي كانت تناقشنا وراء المظاهرة المؤيدة لمبارك، ثم بدأ قصف الحجارة. أسرع كل الشباب بالميدان إلى الأمام لحماية كبار السن والسيدات المتراجعين لوسط الميدان، الكثير من الإصابات. بالرأس كلها. الاضطراب حل في كل الميدان، الناس تنزع الأسوار حول الميدان ويسحبوها إلى الخطوط الأمامية كدروع، والخطوط الأمامية تتلقى الحجارة ويقع مصابون،

1 فبراير: مليونية

صورة
اليوم أول مظاهرة مليونية بعد جمعة الغضب، ذهبت إلى الميدان ودخلت من ناحية كوبري قصر النيل، التزاحم شديد ولكن يبدو أن التزاحم الأكبر بداخل الميدان، الساعة العاشرة صباحًا ويبدو أننا اقتربنا جدًا من المليون إن لم يكن أكثر، وطبعا مازالت الهليكوبتر –ككل يوم الآن- تحوم فوق الميدان كل خمس دقائق لتصوير المشهد. نظم شباب 6 أبريل مع الجيش نقط تفتيش في كل مداخل الميدان، النظام في الدخول إجباري، يجب إظهار البطاقة لأكثر من شخص والتفتيش واجب، شعرت بالأمان أكثر لأن كل هذه الأعداد قد تجذب مختل عقليًا من مختلى النظام البائد. بعد الدخول رأيت الميدان منظم اليوم أكثر، المطالب مكتوبة بشكل واضح وخط كبير ومعلقة على أكثر من ركن من أركان الميدان –بسبب خروج الكثير من أعوان النظام الفائت ليتكلموا باسم ثورة لم يدعوا إليها ولم يشاركوا فيها- وهناك حشد حول مكبرات صوت في ثلاث أركان من الميدان: عند مدخل طلعت حرب، وبالقرب من الجامعة الأمريكية، وعند دوران الميدان أمام دار القضاء العالي. قابلت أكثر من صديق ويبدو أن مصر كلها هنا اليوم لتشارك في تثبيت أرجل الثورة في مواجهة إعلام حكومي خائب ونظام مازال لا يفهم. لكن

31 يناير: الميدان وشوارع القاهرة

التضامن أكبر اليوم، العدد صباحًا أكثر من العدد في نفس التوقيت باليوم الفائت، وناس أكثر تشتري الطعام لتوزيعه مجانًا، الوزارة الجديدة أعلنت اليوم وأسماء الوزراء عرفها من بالميدان، وعرف تصريح سرور عن قبول الطعون الانتخابية وأحكام القضاء ضد المطعون عليهم –وهم أكثر من 95% من أعضاء البرلمان-، سرور الذي كان قد أعلن بعد نتائج الانتخابات مباشرة أن المجلس "سيد قراره"، الهتاف يعلوا: "قولوا له لأاا، فاضل له زقه". مازالت الهليكوبتر تطير فوق الميدان كل خمسة دقائق لتصور الحشود التي تزداد. ظهر هتاف جديد لشعور الناس بخطورة حاكم عسكري جديد لمصر: "شعبية، شعبية" وصفًا للثورة. الآن الساعة الرابعة، مر ساعة على بداية الميعاد الجديد لحظر التجوال. دعوة لمظاهرة مليونية صباح اليوم التالي، قررت العودة لمنزلي لاستعد لليوم التاريخي، بعد يومين في الميدان أحتاج لاستراحة قصيرة. في الطرق الرئيسية انتشرت نقاط التفتيش التابعة للجيش كالعادة، ولكن الغريب أن نقاط التفتيش التابعة للأهالي خرجت من الشوارع الجانبية إلى الشوارع الرئيسية، وأصبحت كثيفة جدًا لدرجة تصيب بالملل، في مسافة أقل من خم

30 يناير: ميدان التحرير

نهارًا كان بالميدان أكثر من مئة ألف مصري، وسط حراسة الجيش ملتزم الحياد حتى الآن، ظهرت اليوم بعد اتضاح الرؤية طوائف جديدة لم تشاركنا في مواجهة قنابل الغاز يوم الجمعة، ولكن لا يهم، فهي ثورة لكل المصريين. كان لكل طائفة سياسية لمصر ركن في الميدان، وكان كمال خليل –تاريخ الاحتجاج في مصر- يلهب مشاعر اليساريين وحتى مصريين بدون انتماء سياسي طافوا معه الميدان مرددين: "يا عزيز يا عزيز، كبة تاخد الرئيس"، ليعبر بجانب مظاهرة أخرى تردد "الشعب يريد إسقاط النظام"، ثم أفاق من نومه في الحديقة وسط الميدان ضابط الطيران المشهور بعد نشر صورته في صدر صفحة المصري اليوم. وما أن نزل الميدان حتى تجمع كل من في الميدان حوله ورفعوه في مظاهرة جمعت الميدان مرة أخرى. في ظل كل هذا كانت الطائرة الهليكوبتر تحوم فوق الميدان مرة كل خمس دقائق لتصور ما يحدث لتعرضه لمن يراقب، وبعض الشباب يثبتون مكبرات الصوت للمتحدثين الضيوف بركن من الميدان –ركن كنتاكي- ومكبرات صوت لضيوف آخرين بركن آخر. كان مكبر الصوت مفيد بالطبع ولكن كانت له بعض الأضرار، فأن يأتي شخص عميل للداخلية وللعادلي -في رأيي- كمحمد سليم العوا