المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٠٦

أبي

كنت أركض بكل ما بوسعي من سرعة، أظن أني لم أركض بمثل هذه السرعة من قبل، ما أن سمعت صوت الطائرات حتى شعرت بما يحدث، فالزعيم يمر من هذا الطريق كل يوم مرتين، مرة في الفجر حيث يكون ذاهباً إلي مكتبه، يباشر عمله حتى وقت متأخر من الليل، ثم ما يلبس عائداً إلى منزله. بقت ناصيتان، كنت مصمماً على رؤيته مرة أخيرة، لم أتصور يوماً أنه ينام، فالوقت المتبقي بعد عمله وطريق ذهابه وإيابه ضئيل جداً، يبدو أنه كان يدخر كل هذا الوقت لينامه دائماً وأبدا، انضم إلي العديد من الشبان، كان مشهداً مهولاً، الكل يجري؛ نساءً وشيوخاً، أطفالاً وصبيانً وشباب اً ، الكل يود لو يمسك بيديه الطيارين ويسحقهم، كان الجميع يصيح "أنقذوا الزعيم، إنهم يغتالوا الزعيم". يبدو أن المصائب والخوف أكبر مصادر للطاقة، حتى الشيوخ تركوا كل ما بيدهم وانطلقوا يركضون، وأصبح الشارع مفروشاً بسجاجيد الصلاة، كانت صلاة الفجر قد انقضت منذ قليل، لم يفكر أحد أن هذه كانت أخر صلاة لهم مع الزعيم، وشعرت بندم ما بعده ندم لتغيبي عن الصلاة اليوم، أرى الطائرات تقترب من الأرض، وللوهلة الأولى شعرت أني أرى من بداخلها، بابتساماتهم التي تشعرك